مع انتهاء المخاوف من «الهاوية المالية» وطريقة احتساب الأسعار في أبوظبي
أعلى صعود يومي للأسهم المحلية منذ عامين
شهد سوقي دبي وأبوظبي الماليين، أمس، ارتفاعات قياسية تعد الأعلى منذ عامين خلال يوم واحد، إذ ارتفع المؤشر العام لسوق دبي المالي 44 نقطة تشكل نسبة 2.7٪، في حين ارتفع المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية 47 نقطة، بنسبة 1.8٪، وبحجم تداول قارب نصف مليار درهم للسوقين.
وعزا محللان ماليان ارتفاعات، أمس، إلى عوامل عدة، أهمها: انتهاء أزمة الهاوية المالية، التي أثرت سلباً في أسواق المال العالمية خلال الفترة الماضية، إلى جانب طريقة احتساب الإغلاق الجديدة التي اعتمدها سوق أبوظبي ودخلت حيز التنفيذ أمس.
وقال المحلل المالي، وضاح الطه، إن «العامل الأساسي الذي شكل ضغطاً على أسواق المال خلال الفترة الماضية ـ وهو أزمة الهاوية المالية الأميركية ـ تم حله أثناء العطلة، ما أعطى ثقة للأسواق العالمية انعكست مباشرة على أسواقنا المحلية، فشهدنا ارتفاعات قياسية تعد الأعلى لكلا المؤشرين في يوم واحد منذ سنتين تقريباً»، مضيفاً أن «آلية احتساب الأسعار الجديدة التي طبقها، أمس، سوق أبوظبي، أسهمت بدورها في منح السوق درجـة تذبذب عالية لم تكن موجودة من قبل، وبالتالي شهدنا أسعاراً أعلى للأسهم، وظهر ذلك جلياً في سعر الإغلاق الذي يحتسب بطريقة المزايدة السعرية قبل انتهاء التداول بـ10 دقائق»، متوقعاً أن تبدأ الأسعار تداولات اليوم على ارتفاع بناء على أسعار الإغلاق المرتفعة، أمس، وما صاحبها من موجة تفاؤل تسود الأسواق».
بدوره، قال المدير العام لشركة «الأنصاري للخدمات المالية»، وائل أبومحيسن، إن «هناك عدداً من العوامل الإيجابية سادت أسواق المال، أمس، أهمها أن الأسواق تترقب بداية العام منذ فترة، وتنتظر المحافظ والصناديق لتنهي إغلاق مراكزها المالية بسبب الميزانيات، فجاءت أحجام التداول بشكل لم يشهده السوقان منذ وقت بعيد، إذ قاربت نصف مليار درهم».
وذكر أن «انتهاء أزمة الهاوية المالية أسهم كثيراً في إنهاء مخاوف انهيار الأسواق المالية العالمية، وكذلك آلية احتساب إغلاق المؤشر الجديدة بسوق أبوظبي أثرت كثيراً وبشكل إيجابي في حركة الأسهم، فعلى الرغم من أن سهم بنك أبوظبي الوطني تراجع، و(اتصالات) لم يشهد تغيراً على الرغم من ثقلهما في وزن المؤشر، إلا أن السوق ارتفع، ما يعني نجاح الآلية الجديدة في ضبط السوق ونسب أوزان الأسهم به».
وأضاف أبو محيسن أن «سوق أبوظبي تأثر، أمس، بقوة بانتهاء إجراءات الدمج بين شركتي (الدار) و(صروح) العقاريتين، إلى جانب أنباء عن توزيعات عالية للشركات المساهمة العامة، ونتائج مالية أفضل في الربع الأخير، كل ذلك أثر إيجاباً في أسواق المال، ومنحها زخماً لم تشهده منذ فترة طويلة.
«يشار إلى أن طريقة المزايدة السعرية الجديدة لاحتساب سعر الإغلاق في سوق أبوظبي المالي تسمح بوجود مرحلة جديدة تسمى ما قبل الإغلاق مدتها 10 دقائق، تمكن المستثمرين والوسطاء من إدخال أوامر بيع أو شراء فيها أو تعديلها من دون تنفيذ، ويتم في ذلك الوقت احتساب سعر الإغلاق عند السعر الذي تم به تبادل أكبر عدد من الأسهم، شرط أن يكون قريباً من آخر سعر تداول قبل فترة المزايدة، وعند انتهاء فترة الـ10 دقائق تنفذ كل الصفقات القابلة للتنفيذ، ومن ثم يغلق السوق. كما أن الآلية الجديدة سمحت برفع نسبة الحد الأقصى لزيادة السهم «ليمت أب» إلى 15 بدلاً من 10٪، والإبقاء على الحد الأدنى «ليمت دون» ضمن الحدود المسموح بها من قبل الهيئة، وتحريك سعر السهم بالتساوي في سوقي أبوظبي ودبي الماليين.